الأربعاء، 18 أغسطس 2010

و إنهارت الأقلام - 1

بسم الله الرحمن الرحيم،
مشروع قد كثر تأجيله و بي رغبة عارمة للكتابه، أجد في نفسي موهبة تنتظر ان تخرج و تصقل و تنتقد بأبشع أنواع النقد لعلي أصل في يوم إلى مرحلة النضج الأدبي قبل أن أصل إلى النضج الفكري، هي محاولة قصصيه من قبلي أتمنى أن تنال إعجاب من يحب أن يتابعها منكم و الذي أظن أنهم سيعدون على الأصابع، و لكنها مجرد البدايه ولذلك أرجوكم أن تبتعدوا عن المدح و المجاملات و أن تنتقدوني بشكل صحيح فبكم إن شاء الله سأتطور.


******************************************************

زفير حاد ملئ جنبات ذلك المتب الممتلئ بالأرفف و الكتب القديم منها و الجديد، غرفة واسعه شغلت مساحة كبيرة من البيت المطل على ساحل رائع في منطقة مرتفعات القرم* و بها ضؤ مكتب وحيد هو الذي كان ينير الغرفة و رجل أشيب يجلس على مكتبه و ممسكا رأسه بكلتا يديه و يمسح قليلا على الشعيرات البيضاء الباقيه في رأسه و الذي اصابه انحسار كبير في الشعر لكبر سنه.

نظر سليمان أمامه إلى الأوراق البيضاء و القلم الممد إلى جانبها و هو يفكر، ما عساه يكتب في تلك الصفحات؟ غدا يوم تسليم المقال إلى محرر المجلة الإسبوعيه و عاموده لم ينقطع عنها منذ 20 عاما، إبتسم و هو يتذكر بداياته مع ذلك العمود، كيف بدأه منذ 20 عاما بمقال بارك فيها توجهات الدوله و أبدى أرائه بخصوص موضوع مس بشبة الجزيرة العربيه، و منها و هو يكتب كل ما يجول بخاطره فهو رجل ذو مقام أدبي كبير و مميز و له باع طويل في الشعر و الأدب و الكتابات الصحفيه، قام قليلا و مشى بخطوات متهادية نحو المطبخ، أخذ يعد لنفسه كوبا من الشاي الأخضر حين أحس بحركة من خلفه و قبل أن يلتفت سمع صوتا إنثويا من خلفه يقول:

- جدي !!! ما الذي أيقظك في هذا الوقت المتأخر؟
- أنا لم أنم بعد يا عزيزتي و لكن ما الذي أيقظك يا سناء؟
- أنا أيضا لم أنم بعد كنت أحادث أحمد على شبكة الإنترنت.
-أحمد!! ما أخبار ذلك الفتي؟ هل سيعود ليقضي الرمضان معنا ؟
-هو يحاول و تبقت له مادة واحده هذا الفصل و يعود، أمي متحمسة جدا،  و تعلم مقدار حبها لإبنها البكر!
- هل ألتمس الغيرة من صوتك يا سناء؟

قالها الجد سليمان و هو يغمز لها و يبتسم، فضحكت سناء و وقفت بجواره تساعده على صب الشاي المغلي في كوبه الزجاجي( الذي لم يغيره منذ 10 سنوات) و هي تقول:

- أغار من أحمد يا جدي، يكفيني أنني مدللة من والدي و منك.
-يا لكي من فطنة يا سناء، علمتي كيف تقلبين الوضع علي هاهاهاها.
-ولكن يا جدي مالذي يبقيك مستيقظا إلى الآن؟
- أحاول كتابة عمودي الإسبوعي، هو الأخير لي كما تعلمين فلم تعد لي طاقة للكتابه و يجب أن أسلمه قبل الغد.
-اذا ما رأيك أن أسهر معك، أمهلني ثوان و اعود إليكي.

و إنطلقت بسرعة نحو غرفتها بالطابق العلوي حتى قبل أن يعترض أو يقول أي شئ، إبتسم و أخذ كوب الشاي و توجه للمكتب، تذكر والدتها و هي صغيره، كانت بنفس الحماس و الشعله حين التقاها لأول مرة بعد زواجها من إبنه سعيد، و حين جلس على كرسيه وجد سناء تدخل و بيدها كمبيوترها المحمول و قالت:

-ها قد أتينا، لنسهر معك و نساعدك يا جدي.
- أنتي و جهازك ؟
- بل هي و أنا يا جدي

إستغرب الجد سليمان الصوت و قال:

-أحمد!!؟
-نعم يا جدي أنا هنا في الحاسب الآلي أديري الشاشه لأرى جدي و يراني يا سناء.

أدارت سناء الشاشه و رأى الجد سليمان حفيده أحمد في محادثة فيديو، و كان يشاهد هذا الشئ لأول مره فضحك كثيرا و قال:

- يا سبحان الله، صدق من قال ان هذه التكنلوجيا المتقدمه قد جعلت العالم أصغر
-إذا عن ماذا تريد أن تكتب يا جدي؟
- لا أعلم يا أحمد الأفكار كثيره و لكني أحس أنها مكرره، 20 عاما من الكتابة في مجلة إسبوعيه ليس بالعدد الهين!
-ماذا عن ذكرياتك يا جدي؟
-يا سناء كتبتها كلها و كتبت ذكريات زملائي كذلك و عن كل ما يحصل بالسلطنة و عن أرائي الشخصيه إلا أنه لم يحدث شئ مهم منذ إعصار جونو*.
-جدي العديد من الأشياء حدثت و ستحدث، فقط عليك أن تفكر بها فهذا آخر عمود و كلي ثقة بأن الكل سينتظر منك كتابة شئ مميز
-هذا ما يقلقني يا أحمد، كنت أكتب لمجرد الكتابة و لكن هذا هو عمودي الأخير . . . تقتلني الأفكار ولكنها تأبى الخروج
-إهدأ يا جدي و سنساعدك على أن تفكر

ضمت سناء جدها و ابتسم هو فقد أحس بتوتر أعصابة في جملته الأخيره، و تنهد بقود و هو يعود بذاكرته للوراء . . إلى 20 عاما مضت، حين بدأ بالكتابة لأول مره . . .

********************************************


* القرم - منطقة تتواجد في العاصمة مسقط في سلطنة عمان
* جونو - إعصار ضرب شواطئ السلطنة منذ سنين ليست ببعيده و أثار موجة من الفزع كونه اول إعصار هائل يضرب سواحلنا، إلا أن له فوائد تجلت في عزيمة و اصرار العماني على اعادة بناء دولته دون تدخلات او مساعدات، و تجلت فيه تضام العمانيين و ترابطهم.


 سأعود لأتمم القصه قريبا ان شاء الله فأرجو أن أرى تعليقاتكم قريبا

 دمتم بود

هناك تعليق واحد:

  1. اعجبني
    مآكتب هنـآ 3>
    استمر لـ اتعلم منك أدب الرواية
    وهو ما لم اتشجع ب كتابهِ حتى الآن :)

    ردحذف